
شاركت د. هيفاء مجادلة، رئيسة التربية العمليّة مع طالبتها في اللّقب الثاني أ. منى مرزوق في المؤتمر الدوليّ "التربية والتعليم العالي في الوطن العربي: مشكلات وحلول"، الذي نظّمته كليّة التربية في جامعة اليرموك بمشاركة قرابة 150 باحثًا وباحثة يمثّلون 14 دولة عربيّة وإسلاميّة.
قدّمت المشاركتان ورقة حول مساهمة استراتيجيّة الأناشيد في تحسين اتّجاه الطلاب نحو تعلّم النّحو والصّرف والإملاء وتنمية تحصيلهم فيها. تخلّلت المداخلة عرض نماذج تطبيقيّة من برنامج التدخّل الذي تضمّن أغانٍ ملحّنة تعبّر عن مواضيع لغويّة ونحويّة.
يُشار إلى أنّ اللّجنة التنظيميّة للمؤتمر قد اختارت د. هيفاء مجادلة لتكون ضيفة الشّرف المتحدّثة باسم جميع المشاركين والمشاركات. وقد ألقت مجادلة باسم الباحثين كلمة مطوّلة في مستهلّ المؤتمر أظهرت فيها أهمّ التحدّيات التي تُواجه التعليم العالي في العالم العربيّ، منوّهة إلى نتائج التّصنيفات الأكاديميّة الدوليّة التي تشير إلى غياب الجامعات العربيّة عن المراكز الأولى المرموقة، وانحسارها عن مشهد المنافسة العالميّة. واستعرضت عددًا من التحديّات مثل بُعد كثير من مؤسّسات التّعليم العالي في العالم العربيّ عن التّماهي المباشر والتّعاطي الفاعل مع قضايا المجتمع، وعدم مواكبة أنماط التّعليم العالي ونظمه وبرامجه لمتطلّبات التنمية المستدامة الشّاملة والمتكاملة للأفراد والمجتمعات. والاتّكاء أحيانًا على مناهج تعليميّة مستوردة أو مترجمة، لا تمتّ الى الواقع الاجتماعيّ أو الثقافيّ القائم، ما يعزّز حالة الغربة الثقافيّة. وغياب سياسات شاملة لتأهيل مؤسّسات التعليم العالي وفق المعايير العالميّة للجود. وقلّة الموارد الماليّة المخصّصة لقطاع التّعليم والبحث العلميّ. نجم عن ذلك بحث لا يزال خجولًا في نشاطاته، سطحيًا أحيانًا في طرحه، محدودًا في مساهماته في عمليّة التنمية المستدامة. وأكّدت أنّ التّعليم العالي لا يزال في بعض القطاعات تقليديًّا متقولبًا في هيكله ومحتواه، يعتمد على التبعيّة والنمطيّة والتقليد، ما أدّى إلى هيمنة ثقافة الاستهلاك وغياب الإنتاج المعرفيّ والعلميّ. فضلًا عن حالة من ذوبان الهويّة الوطنيّة، ونكوص في الهويّة البحثيّة واللّغويّة. واختتمت مجادلة كلمتها ببعض المقترحات الكفيلة بتنجيع التربية والتعليم العالي.

