
أقامت عمادة العلوم الإنسانيّة يومًا دراسيًا مميزًا من حيث الموضوعات والمحاضرات، موسومًا بـ: بالأمثولة في اللغات الساميّة والأوربيّة، وذلك يوم الاثنين الموافق 19/5/2014 بحضور ثلّة من المحاضرين من أكاديميّة القاسمي وخارجها، وقد كان موضوع اليوم الدراسي حول الأمثولة في الأدب المقارن، والتي هي من الأجناس الأدبيّة المميزة في اللغات قاطبة، ومؤادها القصّة على ألسنة الحيوانات، الجمادات، الطيور وغيرها الساعية إلى تهذيب السلوك، تزكيّة النفوس وتقويم الأخلاق، إضافة إلى إمتاع القارئ، وجلب الحبور ودرء العناء عن القارئ، وهذا أفضى إلى جعل الأمثولة مؤتلفة في اللغات المختلفة. وقد بدأ اليوم الدراسي بكلمة ترحيبيّة من الدكتور علي جبارين، عميد كلية العلوم الإنسانيّة، مرحبًا بالضيوف وشاكرًا المحاضرين والطلاب، وقد ارتأى الدكتور جبارين الحديث عن أهميّة دراسة الأجناس الأدبيّة عامّة والأمثولة خاصّة، ويعزى ذلك إلى سببين، أمّا الأوّل، فهو تبيان المؤتلف في شكل ومضمون الأمثولة، فيما السبب الآخر، أنّ الأمثولة تحوي البراعة الأسلوبيّة، البلاغة التعبيريّة والجزالة اللغويّة. وانبرى الدكتور سمير كتاني، رئيس قسم اللغة العربيّة وآدابها، بعرافة القسم الأوّل مبينًا أن الأمثولة جنس أدبي عالمي في القرون الوسطى والوقت المعاصر يشد آزار القارئ لا سيّما الأطفال، فقد اشترك ثلاثة باحثين: الدكتور يوسف طوبي، رئيس قسم اللغة العبريّة في أكاديميّة القاسمي، ألقى محاضرة بعنوان الرمز في كتاب "تحكموني" ليهودا الحريزي- معاينًا المقامة الأدبيّة عند الحريزي في كتاب تحكموني، والذي اكتنز في مظانه تواليف الثقافة، جمّاع الأدب وجزالة اللغة متأثرًا في المقامة العربيّة في الأندلس، أما الباحث الثاني، الدكتور علي جبارين، عميد العلوم الإنسانيّة، والذي ألقى محاضرة بعنوان الأمثولة كنوع أدبي: عبر أخلاقية، سياسية وتعليمية مبيّنًا توظيف الأمثولة في الأدب الإنجليزي، ممّا جعلها ميزة في أدب الأطفال العالمي عامّة وفي الأدب الإنجليزي خاصّة، وذلك في إيصال الفكرة السياسيّة وغيرها. أمّا الباحث الثالث هو دكتور محمد حمد، محاضر في قسم اللغة العربيّة، والذي ألقى محاضرة بعنوان توظيف الأمثولة سياسًيا في قص الأطفال في العصر الحديث مشيرًا إلى توظيف القصص على ألسنة الحيوانات في الأدب المحلي. أما القسم الآخر من اليوم الدراسي فتولى عرافته أ. مروان أبو غزالة (محاجنة)، مبيّنا أن الأمثولة في الأدب العالمي سعت إلى تحقيق ثلاثة مآرب وهي: الحكمة والموعظة، التنشئة والتهيئة، السعادة والحبور، وقد اشترك ثلاثة باحثين في المؤتمر في ثلاث محاضرات، المحاضرة الأولى كانت للبحّاثة العالمي الكبير بروفيسور يوسف سدان، أستاذ متقاعد في الأدب العربي في جامعة تل أبيب، بعنوان بقايا صغيرة لنصوص مفقودة من كتاب كليلة ودمنة، فقد أومأ إلى وجود اختلافات في المخطوطات من كليلة ودمنة، وهذا يعزى إلى كثرة تداوله في القرون الوسطى من جهة، وإلى كثرة تحقيقات المخطوطات بسبب شهرته في الوقت المعاصر من جهة أخرى، فيما المحاضرة الثانية فقد ألقتها الدكتورة جودي كوبرسميث، محاضرة في قسم اللغة الإنجليزيّة في الأكاديميّة، بعنوان تعابير التقييم في الأمثولات الإسبانية والعبرية المكتوبة موضحة ضرورة قراءة الأمثولة عند الأطفال؛ مشيرة إلى نتائج بحث كمّي مفادها تفاعل الطلاب في المدارس في قصص أدب الأطفال، فيما المحاضرة الثالثة فقد كانت للباحث الدكتور عبد الرحمن مرعي، محاضر في قسم اللغة العبريّة، بعنوان الأمثال والحكم في المقامة العبريّة مبينًا توظيف الحكمة في الأدب العبري عامّة وفي المقامة العبريّة خاصّة لا سيّما عند الحريزي.



