في إطار سعيها المستمرّ لتقديم تجارب تعليميّة غنيّة ومتنوّعة، استضافت الدكتورة نائلة تلس محاجنة، المحاضرة في قسم التّربية الخاصّة في أكاديميّة القاسمي الأربعاء 18.1.2024، الآنسة نهى عمر من ذوي المحدوديّة السّمعيّة، لمشاركة تجربتها الفريدة والملهمة. كما رافقها المترجم للغة الإشارة الأستاذ عبيدة مواسي الذي سهّل التّواصل وأغنى النّقاش بمعلومات قيّمة حول أهمّية لغة الإشارة. شاركت الآنسة نهى قصّتها المؤثّرة، بدءًا من التّحدّيات الشّخصيّة التي واجهتها بسبب محدوديّتها السّمعيّة، ومدى دعم أبيها الذي تمثّل في اصراره على تعليمها وسعيه للحصول على الملاءمات التي تساعدها في التّقدّم والتّعليم، وعمل على غرس الإصرار والعزيمة في نفسها لمواجهة التّحدّيات والعوائق المجتمعيّة، وقد أشارت إلى أنّ ثقتها بنفسها استقتها من دعم والدها رحمه الله تعالى.
هذا وقد ناقشت أهمّية الدّعم المجتمعيّ لذوي المحدوديّة السّمعيّة، وقد شاركت الحضور حلمها في إنشاء مؤسّسة تعليميّة لذوي المحدوديّة السّمعيّة، وقد ناقش الأستاذ عبيدة أهمّية لغة الإشارة كأداة تواصل حيويّة، مسلّطًا الضّوء على الحاجة إلى تعزيز الوعي والمهارات في هذا المجال.
لقد قدّمت هذه التّجربة فهمًا عميقًا للمحدوديّة السّمعيّة لطالبات المساق، وكذلك فقد أعطتهنّ درسًا قيّما في العزم والإصرار، كما أكّدت على أهمية دمج النّظريات التّعليميّة مع التّجارب الحياتيّة الحقيقيّة، مما يعزّز الإعداد العمليّ والتّحفيز بتجارب حيّة تعكس القدرة على التّغلّب على التّحديات وتذليل العوائق والاندماج في المجتمع.
اما الطالبات من جانبهن، فقد عبّرن عن تأثّرهن العميق بالقصّة الملهمة والعبر المستفادة من تجربة الآنسة نهى والأستاذ عبيدة. حيث أشرن إلى أنّ الاستضافة لم تكن مجرّد محاضرة، بل كانت رحلة إلى عمق الإمكانات البشريّة وبينت لهنّ كيف يمكن للإرادة أن تفتح أبوابًا كانت تبدو مغلقة، ومدّتهن بفهم أكثر عمقا لطرق التّواصل مع ذو المحدوديّة السّمعيّة، كما أثارت وعيًا متزايدًا بين الطّالبات حول أهمية لغة الإشارة كجسر للتّواصل والتّفاهم.