logo

ملخّص الجلسة : “البحوث التّطبيقيّة والتّحوّلات في الزّراعة الحديثة في سبيل توفير الأمن الغذائي حتى عام 2050”- بروفيسور محمد زيدان

ملخّص الجلسة : “البحوث التّطبيقيّة والتّحوّلات في الزّراعة الحديثة في سبيل توفير الأمن الغذائي حتى عام 2050”- بروفيسور محمد زيدان

  • 24/06/2023

ملخّص الجلسة : “البحوث التّطبيقيّة والتّحوّلات في الزّراعة الحديثة في سبيل توفير الأمن الغذائي حتى عام 2050”- بروفيسور محمد زيدان

اُفتتح اليوم الثالث من مؤتمر “أزمة المناخ والتكيف معها” بجلسته الصباحية يوم 14-3-2022 التي حملت عنوان “البحوث التّطبيقيّة والتّحوّلات في الزّراعة الحديثة في سبيل توفير الأمن الغذائي حتى عام 2050”. وقد شملت أربع محاضرات مثيرة دارت حول مشكلة توفير الأمن الغذائي حتى عام 2050 والتي تعتبر أهمّ المعضلات الأساسية التي ستواجه البشريّة. علمًا أن التّعداد السّكاني سوف يستمرّ بالازدياد ومن المتوقع أن يفوق 9 مليارات إنسان حتى عام 2050، ويترتّب على ذلك عجز عن توفير الغذاء بالاعتماد على الطّرق الزّراعية المعتمدة حاليا، وحريّ بنا أن نجتهد في تطوير زراعة حديثة ذات جوانب مختلفة ومتطوّرة تعمل على توفير الأمن الغذائي وتأخذ بعين الاعتبار تداعيات الأزمة المناخيّة على ذلك.

نظّم الجلسة وأدارها بروفيسور محمد زيدان عميد كليّة العلوم في أكاديميّة القاسمي.

المحاضرة الرّئيسيّة ألقاها بروفيسور عبد الله غرة بعنوان “تحدّيات البحوث الزّراعيّة والأمن الغذائي: فرصة أم تهديد!”، وقد تميّزت بكونها محاضرة قيّمة، شاملة ومستفيضة، استهلها بتعريف أزمة الأمن الغذائيّ، ثمّ أسهب بتفصيل الحلول الممكنة – بحسب البحوث العلمية -، وتطرّق إلى ضرورة تقليص الإتلاف الغذائي في جميع مواقع ومراحل سلسلة الإنتاج عبر تقنيّات لحفظ المنتوج الزّراعي لفترات طويلة، وتطبيق طرق مكافحة ناجعة وودّية بيئيًا للآفات ومسبّبات الأمراض الزّراعية. كما تطرّق إلى زيادة الإنتاجيّة من خلال تطوير حوسبة مستديمة وتطبيقها باستخدام روبوتات مجهّزة بمجسّات لرصد بيانات ضخمة عن الوضع الفيسيولوجي للنّباتات والبيئة بشكل متواصل. كذلك تحدّث عن اتباع طرق الزراعيّة العموديّة، والزراعة المائيّة والحضريّة، ومن أهمّ الحلول التي فصّلها بروفيسور عبد الله كانت تطوير أصناف جديدة مقاومة للظّروف البيئيّة وأزمة المناخ، وكذلك لمسببات الأمراض مما سيقلّل من استخدام المبيدات الكيماويّة ويحدّ – بالتالي – من أضرارها على          البيئة والإنسان، هذا وقد استفاض بروفيسور عبد الله في حديثه عن استخدام الروبوتات بمهامّ زراعيّة متنوّعة مثل الزّرع، والحرث، والتّعشيب وجمع المحصول. أجمل بروفيسور عبد الله محاضرته بالتّركيز على الضّرورة الإنسانية المتمثلة بالتّعاون والتّكافل بين البشر والدّول لمواجهة أزمة المناخ وتداعياتها على توفير الأمن الغذائيّ.  يذكر أن محاضرة بروفيسور عبد الله قد لاقت إعجابا لافتا لثراء المعلومات وطريقة الإلقاء، وخاصة تضمين ترجمة عربية للمصطلحات الأساسية التي ذكرت، جدير بالذّكر أنّ بروفيسور عبد الله غرة باحث ذو مسيرة زاخرة بالبحوث الزّراعية في مجال علم الفيروسات النّباتية، وتبوّأ عدّة مناصب مرموقة؛ منها مدير مديرية البحوث الزّراعية – معهد فولكاني، ومدير مديرية خدمات وقاية النّباتات، والعالم الرئيسي لوزارة الزّراعة الإسرائيلية.

المحاضرة الثّانية ألقاها دكتور جدعون توبوروف بعنوان “زراعة الغذاء في ظلّ التّحدّيات والحلول المناخيّة المتغيّرة”. ومن موقع عمله كرئيس لجنة التّجهيز الزّراعي واختصاصه في علم البيئة الزّراعية فصّل دكتور توبوروف بالشرح عن الآليات والأفكار التي يجري تجهيزها لمواكبة أزمة المناخ، كاستخدام نماذج (موديلات) محوسبة للتنبؤ بتداعيات أزمة المناخ على محاصيل زراعيّة معيّنة، وكيفيّة معالجة هذه الأزمات من خلال التّنويع في مواقع النّتاج الزّراعي، وفحص المحاصيل الأكثر مقاومة للتّغير المناخي، والتّركيز عليها ومتابعة التّغيّرات المناخيّة ورصدها من خلال تطبيقات محوسبة للتّقليل من أضرارها. لقد لاقت المحاضرة إعجاب الحضور وخاصّة ما تعلق بتوضيح النّشاطات التي تقوم بها الوزارة لمواكبة أزمة المناخ في المجال الزّراعي.

المحاضرة الثّالثة ألقتها السيدة افيجايل هيلر مديرة قسم الزراعة الحضريّة والحدائق النّباتية في وزارة الزراعة بعنوان “الزراعة الحضرية-العمودية”، وتطرّقت فيها لمشاريع الزّراعة الحضريّة في المدن، وزارعة الأسقف، واتّباع الزّراعة المائيّة كحلّ ممكن لتوفير الغذاء لشرائح كبيرة من المجتمع الحضري؛ خاصّة وأنّ هذه الطّرق تقلّل من استخدام المبيدات ومياه الريّ والمساحات الزّراعيّة وهي ودّية بشكل كبير للبيئة، وقد نوّهت السيدة افيجايل في محاضرتها إلى أنّ هذه المشاريع تتطلّب دعمًا مادّيًا أكبر مما خصّص له، وبدون ذلك فسوف تنتهي هذه المشاريع الواعدة بالفشل لنقصان الدّعم الماديّ الكافي.

اما المحاضرة الرّابعة “التّداعيات الاقتصادية لتغيّر المناخ على الزّراعة الإسرائيليّة” فقد ألقاها الدكتور معمّر حاج يحيى، الحاصل على دكتوراه في الاقتصاد الزّراعي ومدير قسم التّخطيط وتأمين المحاصيل الزّراعيّة في وزارة الزّراعة الإسرائيلية، وقد عرض في محاضرته الموديل المحوسب الذي بموجبه يتمّ تحديد نسبة التّغطية في وثيقة التّأمين الزّراعي في حالات الأزمات، وقد تطرّق إلى مراحل صياغه الموديل ورصد العوامل المؤثّرة على النّتاج الزّراعي في المقاييس الاقتصادية، ومن ثمّ التّحقّق من تأثير العوامل المركزيّة التي أدرجت في موديل التّنبّؤ الاقتصادي، وقد كانت محاضرة دكتور معمر مثرية للغاية واتّسمت بالطّابع الأكاديمي العالي.

يذكر أن الحضور قد أشادوا بالجلسة الصباحيّة الغنيّة المتنوّعة التي شملت جوانب مختلفة للبحث العلميّ بمستوى عالميّ، وتطبيقات زراعيّة حديثة مستدامة، كما رصدت التّداعيات الاقتصادية لأزمة المناخ وأثرها على توفير الأمن الغذائي حتى عام 2050.

ملاحظة: خلال الايام القليلة القادمة ان شاء الله سوف يتم رفع المحاضرات على صفحة المؤتمر ليتم مشاهدتها لكل من فاته المشاركة في المؤتمر.

Skip to content