اُفتتح اليوم الثّاني من المؤتمر بكلمات ترحيبيّة استهلّها المحامي عفيف أبو طعمة – رئيس هيئة مديري مؤسّسات القاسمي الذي أشاد بدور الأكاديمية الهامّ في تنظيم المؤتمر واستقبال العلماء والمحاضرين الوافدين من دول مختلفة، ألقى بعده بروفسور أنور ريّان رئيس أكاديمية القاسمي كلمته التي تطرّق فيها إلى أهميّة قضية المناخ وتداعياتها على العالم والمجتمع وشكر وزارة التّعاون الإقليمي لرعايتها المؤتمر، ومن ثمّ ألقت السيدة سيسيليا أتارد بيروتا – سفيرة مالطا كلمتها التي أثنت من خلالها على الجهود الكبيرة التي قامت بها الأكاديمية من أجل إقامة المؤتمر؛ بما فيها المساعي الدّولية الحثيثة التي سبقت افتتاح المؤتمر بأسابيع، والتي شملت زيارة وفد ممثلٍ عن الكلية لجامعة مالطا، وجلسات أخرى عديدة شملت عدة دول منها الأردن وفلسطين، ثمّ تلاها السيد أحمد جبارين- ممثل وزارة التّعاون الإقليمي الذي رحّب بالحضور وأكّد على دعم الوزارة لنشاط الأكاديمية في مجال التّعاون الاقليميّ.
انتظم اليوم الثاني في جلستين كانت أولاهما (الجلسة الصباحية) بعنوان: تغيّر المناخ: الوعي العام والسياسة، وشملت ستّ محاضرات متنوّعة ومختلفة هدفت إلى تسليط الضّوء على عدّة مواضيع ذات علاقة مباشرة مع تغيّر المناخ وتداعياتها وتأثيراتها، بما ذلك المساعي الإقليمية وآليات التّعاون الدّولية ذات الطابع السّياسي-البيئي.
وقد نظّمها وأدارها كل من: الدكتورة مي عنبوسي – عثامنة والبروفيسور راسم خمايسي،
المحاضرة الرّئيسيّة ألقاها بروفسور راسم خمايسي الباحث والعالم من جامعة حيفا وعضو المجلس الأكاديمي الأعلى لأكاديمية القاسمي بعنوان: تخطيط المدن وتغيّر المناخ، وتطرّق فيها إلى كيفيّة التّعامل مع بيئتنا، وإدارتها وتأمين التنمية المستدامة للبشريّة في ظلّ نموّها السكاني وتوسّعها في الاستهلاك وتحضّرها السّريع في ظلّ تغيّر المناخ. بالإضافة، إلى تطرقه إلى كيفيّة تخطيط مدننا وإعدادها للتّغيّرات المناخيّة والتّحولات البشريّة من الرّيف إلى التّحضّر.
المحاضرة الثانية ألقاها الدكتور إبراهيم عاصي مدير المركز الإقليمي لتقييم الأرصفة في المركز العربي للدّراسات الهندسية بعنوان: استخدام الأسفلت المعاد تدويره في إنشاء الطرق؛ فاعليّة أداء المختبرات والآثار البيئية والتّكلفة، والتي تناول من خلالها بعض الأبحاث حول الأسفلت المعاد تدويره RAP كأحد الحلول المستدامة في بنية الطّرقات، كما تناولت المحاضرة عرضًا شاملًا للأساس العلمي حول نجاعة الـ RAPوالأبعاد الاقتصادية طويلة المدى بما في ذلك حماية الموارد الطّبيعية والبيئة.
المحاضرة الثّالثة ألقتها الدكتورة ميتال بيليج مزراحي الباحثة والمبادرة من جامعة تل-أبيب بعنوان: عروض البيع القاتلة؛ ما بين الموضة والمناخ والمجتمع، والتي سلّطت الضوء فيها حول موضوع صناعة الملابس والموضة السّريعة والثّمن البيئي لهذه الصّناعة التي تعدّ ثاني أكثر صناعة ملوّثة بعد صناعة النّفط! شملت المحاضرة الآثار البيئية مثل تلوّث الهواء والمياه، وكذلك الأبعاد الاجتماعية كاستغلال الأطفال والنّساء من دول العالم الثّالث في هذه الصناعة.
المحاضرة الرّابعة ألقاها بروفسور معوز فاين- الباحث العالمي المعروف من الجامعة العبرية في القدس ورئيس المركز البين-جامعي للدّراسات البحرية في البلاد بعنوان: حماية الشّعاب المرجانية القادرة على الصمود في شمال البحر الأحمر، الحاجة الملحّة لجهود المحافظة البيئيّة الإقليميّة والوطنيّة، والتي تطرّق فيها للأبحاث العلميّة المشتركة بين كافّة الدّول الواقعة على طول البحر الأحمر من خليج العقبة حتى باب المندب؛ فيما يتعلق بالشّعاب المرجانيّة التي تعدّ شديدة النّدرة على المستوى العالميّ في ظلّ التّغييرات المناخيّة وتأثيرات هذه الأبحاث والتّعاونيات العديدة على التّنوّع البيولوجي، والزّراعة والصّيد، والاقتصاد، والسياحة والتّعاون الإقليمي.
أمّا المحاضرة الخامسة فقد تضمّنت عرض فيلم قصير من السّيّد نعوم وينر لمبادرة المثلّث الشمسي: الاستدامة المعزّزة بدعم من الشرق الأوسط، إذ جرى التّعريف من خلالها بالمبادرة التي تشمل تعاون ثلاث دول من الشرق الأوسط: البلاد، الأردن، ومصر في موضوع الطّاقة الشمسيّة والتي بفضل التّكنولوجيا الحديثة يمكن تمريرها إلى سائر أرجاء أوروبا كبديل للطاقة الملوثة لإنتاج الكهرباء. يمكن مشاهدة الفيلم التّعريفي للمبادرة باللغتين الإنجليزية والعربية على الرابطين التاليين:
The Sun Triangle Movie [ English]
The Sun Triangle Movie [ Arabic
المحاضرة السادسة والأخيرة قدّمها السّيّد شريف مصاروة المربّي والمبادر المجتمعيّ الرائد بعنوان: المجتمع والاستدامة والعطاء؛ مبادرات مجتمعيّة وعلاقتها بالتّغير المناخي، والتي قام من خلالها بعرض مبادرات مجتمعيّة مستدامة في المجتمع العربيّ وتحديدًا في منطقة مدينة باقة الغربية والقرى من حولها، بما في ذلك التّعاونيات عبر القطاعات المختلفة (Eco-peace, Green Tapestry, Friends of earth- middle east, Mandel …etc) والعمل وفق مثلث المشاركة البيئية: المبادرة، التّعاون والتّطبيق العملي، كما تطرّق إلى المشاريع التي أقيمت في السنوات الأخيرة والتي شملت: متحف التّراث، الجداريات، مشروع العطاء والتّطوّع، الكتب التاريخيّة التوثيقيّة، وغير ذلك. إنّ هذه المبادرات المحليّة التي تعني بالتّراث والثّقافة الدّينية المجتمعيّة تندرج مع الأهداف المستدامة تحت عنوان الحصانة المجتمعيّة لمواجهة التّغيّر المناخي.
يذكر أن الحضور أشادوا بالجلسة الصباحيّة الغنيّة والمتنوعة التي اشتملت على بحث علمي بمستوى عالمي، تعاونات سياسيّة وإقليمية وأيضا مبادرات مستدامة من الواقع المجتمعي.
ملاحظة: جميع محاضرات الجلسة تم بثها بث مباشر على صفحة فيسبوك أكاديمية القاسمي (مع ترجمة فورية للغة العربية للمحاضرات التي تم القاؤها باللغة الانكليزية) وذلك من أجل تعميم الفائدة على مجتمعنا العربي بشكل عام وطلبة المدارس بشكل خاص. خلال الايام القليلة القادمة ان شاء الله سوف يتم رفع المحاضرات على صفحة المؤتمر ليتم مشاهدتها لكل من فاته المشاركة في المؤتمر.
موقع مؤتمر “أزمة المناخ والتكيف معها” بالعربية: هنا
